توجه متربوليت ​مرجعيون​ وصور وصيدا للروم ​الارثوذكس​ ​المطران الياس كفوري​ برسالة الى ال​لبنان​يين، بمناسبة عيد الفصج المجيد، جاء فيها: "المسيح قام. يأتي عيد القيامة في خضم أحداث جسام تلف المنطقة، لا بل ​العالم​ بأسره. حروب وقلاقل وزلازل ونزاعات مختلفة وأوبئة. وسط كل هذا الظلام ينبعث شعاع نور من ​القبر المقدس​. يأتي إلى العالم المظلم ليمحو ظلامه ويضيئه بنور الرب "المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة الذين في القبور، ونحن نسأل الرب أن يجعل من هذه المناسبة قيامة للبنان، أن يعطي شعب لبنان والعالم ​السلام​ والطمأنينة والراحة".

ولفت إلى انه "نسمع اليوم بعض الأصوات التي تنادي بإلغاء الطائفية في لبنان. نحن مع هذا الطرح. كنيستنا الأرثوذكسية ومفكروها أول من نادى ب​الدولة المدنية​. ولكن للوصول الى ذلك يجب أن نضع خريطة طريق. أما أن يقول دولة الرئيس الدكتور ​حسان دياب​، الذي نجل ونحترم، إن حكومته عابرة للطوائف، فهذا قول مردود لأن كل الوقائع التي رافقت تشكيل ​الحكومة​ تدل الى عكس ذلك تماما". فطالما نحن في نظام طائفي فلتراع الاعتبارات الطائفية كما تقول تقاليدنا التي درجنا عليها منذ ​الإستقلال​. لماذا العبور فوق ​الطوائف​ لا يستهدف إلا الأرثوذكس؟ لن أخوض في هذه العجالة في تعداد المراكز التي خسرتها ​الطائفة الأرثوذكسية​ منذ عشرين سنة الى اليوم، على الأقل، في المجالات كافة، وهنا لا أتحدث عن ​المناصفة​ المرعية الإجراء الآن، بل عن وظائف الفئة الأولى التي يجب أن يراعى في توزيعها ​التوازن الطائفي​. حقوق الأرثوذكس مهدورة بكل صراحة، أطالب الحكومة وعلى رأسها فخامة ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ الذي نكن له كل الاحترام، بإعادة هذه الحقوق. وفي هذا السياق أضم صوتي الى أصوات الإخوة المطارنة بإمامة البطريرك ​يوحنا العاشر​، والسادة وزراء ونواب الطائفة الأرثوذكسية في لبنان، الذين عبروا بصراحة عن انزعاجهم من هذا التصرف. أرجو تصحيح هذا الخطأ الفادح في أسرع وقت ممكن".

وشدد على ان "أهم ما يميز لبنان العيش المشترك بين مسيحييه ومسلميه. هذه نعمة كبرى يجب أن نحافظ عليها. نرى حولنا كيف يقتتل الناس على أساس طائفي او مذهبي، نحن نشكر الله أننا لسنا بهذا الوارد على الإطلاق. في لبنان المسيحي نصف مسلم. والمسلم نصف مسيحي. هذا تعليق سمعته من أحد المفكرين فأعجبت به. يبقى أن نراعي ضمن العيش المشترك خصوصية كل طائفة واحترام معتقداتها وتقاليدها. إننا نخاف من ​التطرف​ ​الدين​ي وغير الديني في لبنان. الغلو في الدين يضر، أما الإيمان والاحترام المتبادل فهو الذي ينفعنا ويقوينا. الإلتزام بكتبنا المقدسة هو ضمان عيشنا المشترك. كتبنا المقدسة، في ​المسيحية​ و​الإسلام​ تدعونا أن "نعتصم بحبل الله ولا نتفرق".

وحذر من اللعب على أوتار الطائفية، "هناك الكثير من الأعداء الذين يحاولون أن يفرقوا بيننا على صعيد طائفي ومذهبي. من يقرأ جيدا ​الكتب​ المقدسة وخاصة ​الإنجيل​ والقرآن لا يمكن أن يتعصب أو يتطرف أو ينبذ الآخر".